تتوقف فاعلية النقد على الدوافع الحقيقة للناقد وعلى طريقة صياغته وتوجيهه ، عندما توجه نقد للاخر تأكد ان يكون نابعا من رغبات صادقة في تحقيق مكاسب متبادلة لك وللآخر وان يصاغ بطريقة هادئة لا تستند على الانفعال او شعور بالكبرياء بل عن شعور الرغبة في تحقيق تغيرات ايجابية لجميع الاطراف الداخلة ضمن عمليات التواصل .

في بعض الاحيان يتراكم الغضب الكامن في داخلنا من الاخر ولا نستطيع التعبير عنه بطريقة صحية مما يجعلنا نستغل المواقف الغير ملائمة لتفريغه فيخرج بشكل نقد لاذع و بطريقة ثائرة وانفعالية .

في احيان اخرى يكون شعور الاحباط وخيبة الامل من احداث تدور حولنا في الحياه هو دافع النقد ،فننتقد الاخر كحيلة نفسية للهروب من مواجهة الفشل وتبعاته او الهرب من تحمل مسئولية الحدث الغير مرغوب .

وقد يكون دافعنا للنقد هو غضبنا من اطراف اخرى ليس لها علاقة بالشخص الذي نتوجه اليه بالنقد انما هو كبش فداء لغضبنا وسخطنا الخارجي.

لذلك قبل توجيه النقد استجلي دوافعك الحقيقية جيدا واذا تأكدت منها ، بعد ذلك فكر في الطريقة الملائمة لتوجيه الانتقاد .

سأطرح عليك بعض الموجهات ليصل نقدك الى هدفه ويصبح مشروع تطويري لتحسين العلاقة ورفع جودة التواصل :

انتقي الظرف الملائم الذي يكون فيه الشخص هادئا مطمئنا ولا توجه نقدك في ظروف مهددة او جارحة .

انتقد السلوك والتصرفات ولا تنتقد الشخصية عموما وطعم انتقادك بذكر ايجابيات الشخص حتى لا يشعر بالتهديد يصبح منفتحا لاستقبال النقد ويتأكد ان نقدك لايحمل اي دوافع او اجندات خفية ،

تفهم مشاعر الشخص الاخر وضع نفسك في مكانه وتخيل كيف سيكون سلوكك عند انتقادك و كيف ستتحول كل مكوناتك الشعورية الى حماية الذات من شعور التهديد الذي يحمله النقد بين طياته.

حاول ان تتحلى بالضبط النفسي والانفعالي وابتعد عن الغضب وركز على اللحظة الحاليه ولا تحاول انتقاد سلوكيات الشخص في المواقف السابقة.

افصل بين الحقائق والمشاعر ، ليتسم نقدك بالموضوعية ، ركز على حقيقة المواقف وليس مشاعرك تجاهها ثم افتح المجال متسعا للطرف الاخر وامنحه الوقت الكافي لتغير السلوك وتحسينه .

تحلى بالتسامح والغفران و ابتعد عن لهجة الانذارات والتهديد واعرف متى يجب ان تتوقف حتى لا تكون لنقدك نتائج سلبية تصبغ اساليب تفاعلك مع الاخر مستقبلا او تؤثر على اصل العلاقة .